
ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: اعتبر الصحفي الإسرائيلي المتخصص في تحليل الخطاب الإعلامي، عيناف شيف، أن استهداف صحفيين داخل مستشفى ناصر في خان يونس يمثل حدثًا استثنائيًا حتى بمقاييس الحرب نفسها، التي تُوصف أصلًا بأنها حرب استثنائية تُدمّر غزة منذ نحو عامين وتخلّف مشاهد غير مسبوقة من القتل والخراب.
وقال شيف في مقالته إن مجرد غياب تبرير رسمي مقنع من جيش الاحتلال لقصف مستشفى وقتل مدنيين وصحفيين وعاملي إنقاذ، يُظهر أن شيئًا ما اختلّ حتى في ماكينة “التفسير” التي اعتادت صياغة روايات لتبرير كل ضربة، أحيانًا عبر ابتكارات لغوية “بارعة”.
وأوضح أن الاكتفاء بتسريبات غامضة من “مصادر أمنية” عن “رصد تهديد من داخل المستشفى”، يطرح سؤالًا أخلاقيًا عميقًا.
وأضاف أن المسألة لم تعد قضية “إعلامية” أو “معركة وعي”، كما يحلو للإسرائيليين تصويرها، بل أصبحت أزمة شرعية إنسانية وأخلاقية، خاصة أن الصحفيين المسموح لهم بالتغطية في مناطق القتال وعاملي الإنقاذ الذين قُتلوا في الغارة، ليسوا أقل براءة من المدنيين الآخرين الذين سقطوا. وبيّن أن محاولة الجيش الادعاء بعدم استهداف الصحفيين “بصفتهم صحفيين” لا يغيّر شيئًا من حقيقة أنهم ضحايا أبرياء.
وأشار شيف إلى أن غالبية الإسرائيليين يفضلون استعادة الأسرى على استمرار الحرب، وأن هذه الحوادث يجب أن تُدرك كإشارة واضحة إلى أن إطالة أمد القتال تحولت إلى حفرة بلا قاع، يصعب على الجيش نفسه تفسير جدواها. فبدلًا من انهيار حكم حماس، تتآكل شرعية الحرب التي يروَّج لها كـ”دفاعية” ضد 7 أكتوبر.
ولفت إلى أن مشاهد مثل قصف خان يونس أو مأساة الجوع في غزة لم تعد مجرد مادة تُستغل دوليًا ضد "إسرائيل"، بل باتت قبل كل شيء كابوسًا داخليًا إسرائيليًا ــ وربما يهوديًا أيضًا ــ يفترض أن يولّد منذ زمن بعيد مطلبًا جماهيريًا واسعًا بوقف الحرب، لا سيما مع إقرار رئيس الأركان نفسه بوجود “فرصة لإعادة الأسرى”، مقابل تجاهل بنيامين نتانياهو حتى لخيارات جزئية كان هو من طالب بها سابقًا.
وختم شيف بالقول إن دولة تستنزف جنود الاحتياط في مئات جولات التعبئة، وتفكك عائلاتهم نفسيًا واجتماعيًا، بينما تندفع نحو احتلال كامل لقطاع غزة، محكومة بأن تعيد إنتاج مشاهد الموت والدمار على نحو مضاعف. لكن بدلًا من مواجهة الحقيقة، ستجد دائمًا من يبرر الفشل بالشكوى من “ضعف في الدعاية”.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا